التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
تعرف على مختصر تاريخ الوجود الإسلامي في فرنسا والحملات الأندلسية عليها..
يعود الوجود الإسلامي في فرنسا -أقرب دول أوروبا لشبه الجزيرة الأندلسية- إلى الفتح الإسلامي.
وقد كان الأندلسيون يُسمُّون الأراضي الأوروبية وراء "جبال البرانس Pyrennees" بـ "الأرض الكبيرة".
بداية الحملات على فرنسا
وقد أرسل المسلمون عدَّة حملات استكشافيَّة إلى الأرض الكبيرة؛ الأولى سنة 714م بقيادة طارق بن زياد رحمه الله، خرجت من طرطوشة فبرشلونة فنربونة (Narbonne)، متوجهة إلى أبنيون (Avignon) على نهر الرودانة (Rhones)، وتابعت مجرى النهر إلى حصن ليون (Lyon)، ثم رجعت إلى الأندلس.
الحملة الثانية
كانت في سنة 715م؛ حيث فُتِحت أربونة وقرقشونة (Carcas sonne)، وأُلحقت منطقتيهما بالأراضي الأندلسية.
الحملة الثالثة
وكانت سنة 719م، بقيادة السمح بن مالك الخولاني رحمه الله، وقد خرجت من برشلونة وركزت فتح أربونة وقرقشونة، واتَّجهت نحو طلوشة (Toulouse)، فاستشهد السمح على أبواب المدينة سنة 721م، ورجع الجيش إلى برشلونة.
الحملة الرابعة
وقد خرجت بقيادة عنبسة بن سحيم الكلبي سنة 725م، واتَّجهت من أربونة إلى نيمش (Nimes)، ففتحتها وضمَّتها للأراضي الإسلامية، ثم اتجهت على ضفاف وادي الرودانة إلى حضن ليون، ثم تابعت مجرى نهر الصون إلى مدينة أوتان (Autin) ثم إلى بلدة سانس (Sens) على بعد مائة كيلومتر شرق باريز، ثم اتجهت الحملة إلى شالون (Chalon) وديجون (Dijon) ولانغرس (Langres) قبل أن ترجع إلى الأندلس عن طريق وادي الصون والرودانة.
الحملة الخامسة
كانت بقيادة عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي اتجهت من بنبلونة سنة 732هـ، عبر مضيق روسنفو بجبال البرت إلى برديل (Bordeaux)، ثم إلى بواتيه حيث استُشهد عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء الشهيرة، في شهر (رمضان سنة 114هـ= أكتوبر سنة 732م)، عشرون كيلومترًا شمال المدينة، فرجع الجيش إلى أربونة.
الحملة السادسة
كانت بعد عامين من الهزيمة المفجعة في بلاط الشهداء سنة 734م، بقيادة يوسف بن عبد الرحمن، اتجهت إلى أربونة، ثم اتجهت من أربونة ففتحت مدينة آرلس (Arles)، ثم سان رمى ثم أبنيون وضمتها لأراضي الأندلس، ثم تابعت الحملة مجرى نهر الدورانس شرقًا نحو جبال الألب، ورجعت الحملة بعد أربع سنوات إلى أربونة.
نهاية الوجود الإسلامي في فرنسا
ثم استرجع الإفرنج الأراضي التي فتحها المسلمون في الأرض الكبيرة ابتداءً من أبنيون، ثم أربونة سنة 751م بعد 36سنة من الوجود الإسلامي، ثم قوقشونة سنة 759م بعد 44 سنة من الوجود الإسلامي.
وبهذا انقضى الوجود الإسلامي الأندلسي المباشر الأول في فرنسا.
حملات تأديبية
وفي سنة (236هـ=850م) أرسل عبد الرحمن الناصر جيشًا بقيادة عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني في حملة تأديبية ضد الإفرنج وصلت إلى مدينة أربونة.
ثم تتابعت حملات البحارة الأندلسيين على الشواطئ الفرنسية، ضد آرلس سنة 843م و850م، وضد نيس وتولوز، بين سنتي 891 و894م.
ثم توسَّع الجيش الأندلسي إلى أن كوَّن دويلة أندلسية بحرية امتدت على جبال الألب سنة 933م، وتوسَّعت إلى أن ضمَّت أراضي فرنسية وإيطالية وسويسرية، ولم تقضِ عليها الحملات الصليبية المتواصلة إلا سنة 973م بعد 82 سنة من تأسيسها.
المصدر: انبعاث الإسلام في الأندلس، الدكتور علي المنتصر الكتاني، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت 2005، (بتصرف).
التعليقات
إرسال تعليقك